التدخين يؤدي الى الطلاق......

قبل فترة وجيزة، نشرت إحدى الصحف اللبنانية خبرا مفاده أن زوجة رفعت قضية طلاق على زوجها، مطالبة إياه

بدفع عطل وضرر عما لحق بها من أمراض بسبب تدخينه في المنزل، بعد أن اكتشفت إصابتها بسرطان الرئة في

مراحله الأولى، وهي التي لم تكن تدخن إلا من خلال دخان زوجها، بعد أن أبلغها الطبيب أن الشخص الذي

يشارك المدخن غرفة واحدة، يستنشق ما نسبته أربعون في المائة من دخان السيكارة.



هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد أثبتت دراسة أجرتها جامعة باريس 2 قبل سنوات، ان الكثير من

الأزواج يصلون إلى الطلاق، بسبب ما أسموه عدم قدرتهم على التعايش مع شخص مدخن!



ونشرت صحيفة سعودية خبرا في شهر رمضان الماضي، مفاده أن نسبة المشاكل ترتفع بشكل مثير بين

الأزواج في شهر رمضان، بسبب امتناعهم طيلة النهار عن التدخين، مع ما يولده هذا الانقطاع من عصبية

مفرطة خصوصا لدى الذين يعانون إدمانا شديدا للسيكارة.



فالزوج المدخن مدان في الحالتين، ففي حال دخن تشعر زوجته غير المدخنة بالاستياء من رائحة دخانه، وما

ينقله إليها من أمراض، أما في حال امتنع عن التدخين وصب جام غضبه عليها، فهي حتما لن تكون راضية،

فكيف يتعايش زوجان احدهما يرفض بشكل قاطع مسألة التدخين، والاخر مدمن عليه؟



عالمة النفس الاجتماعي الدكتورة منيرة حرفوش تبدي اهتماما كبيرا في هذه المسألة، لأنها بحسب رأيها

مشكلة اجتماعية كبرى لا يعرف حجمها إلا من يعانيها، فالحب بحد ذاته مسألة خاضعة للكيمياء التي تقع

الرائحة في مرحلة متقدمة منها، وهو ما يطلق عليه بالفرنسية تسميةodeur d'amour أو رائحة الحب، حين

يتعلق الشريك برائحة شريكه، فلكل جسم رائحة خاصة به، من دون استخدام العطور والكريمات، وهذه الروائح

تلعب دورا كبيرا في مسألة الانجذاب.



وتقول د. منيرة حرفوش 'للرائحة دور كبير في تحديد اتجاه المزاج العاطفي والنفسي والمعنوي، حيث تلعب بعض

العطور دورا في تحسين المزاج، وأخرى في تقوية الذاكرة'.



أشهر الأبحاث التي نشرت حول ارتباط الحب بالرائحة، كانت عام 2002، حيث أشارت إلى أن المرأة سواء أدركت

أم لم تدرك، فإنها تختار شريكها بأنفها أولا، وقدم الباحثون دلائل ملموسة على أن المرأة ترغب في أن يتميز

شريك المستقبل برائحة قريبة من رائحة والد المرأة.



وتقول د. حرفوش 'رائحة الرجل يطلق عليها علميا اسم الفيرمونات، وتلك الفيرمونات مرتبطة بالمنظومة الجينية

التي تحدد مدى مواءمة الرجل للمرأة، من الناحية العاطفية غير الملموسة وغير المرئية'.




وتشير إلى أن ذلك مرتبط بتقييم الناحية الجمالية للرجل أو المرأة، أي بمعنى أدق باختلاف الأذواق، فقد يرى

أحدهم أن امرأة ما جذابة، ويراها غيره منفرة، وسر الاختلاف يكمن في مدى توافق أو عدم توافق الرسائل

الكيميائية المتبادلة بين المرأة وكلا الرجلين.




وتقول د. منيرة ان الأبحاث توصلت إلى أن أنف المرأة يعمل بصورة أدق مما كان يعتقد العلماء سابقا فالقول ان

الرجل يعشق بعينه والمرأة بأذنها أمر لم يعد منطقيا، خصوصا لجهة المرأة.





ولعل أبرز عوارض التدخين المباشرة هو الرائحة الكريهة التي ينشرها المدخن في ملابسه وشعره ويديه، وفي

حين لا يشعر البعض بنفور من رائحة التدخين، يشعر البعض الآخر بنفور كبير من رائحة الشخص المدخن، نفور

يلعب دوره في إبعاد الزوجين، اللذين قلما يعترفان أن مشاكلهما بدأت من هنا.




فقد نشرت شركة إحصاءات لبنانية قبل أشهر عدة، إحصائية أفادت بأن أكثر من 80% من المشاركين العزاب في

الاستطلاع أبدوا رغبتهم في الارتباط بشريك غير مدخن، والطريف أن 60% منهم كانوا من المدخنين، فإذا كان

المدخن نفسه لا يستسيغ رائحة الدخان، فماذا عن غير المدخنين خاصة النساء اللواتي يعانين قوة حاسة الشم التي منت بها عليهن الطبيعة؟