ما هي شائعات الفيروسات
هي نوع من الرسائل الملفقة hoaxes ترسل إلى العديد من الأشخاص عبر البريد الإلكتروني e-mail، ويكتبها صاحبها في محاولة لأن يبادر مستلم هذه الرسالة، إلى إرسالها مرة أخرى، وتوجيهها إلى أكبر عدد من معارفه. ويكون مضمون الرسالة، معظم الأحيان، زائفاً، غير حقيقي، ما خلا رسائل التعاطف sympathy messages وطلب المساعدة المادية.
تستخدم هذه الرسائل طرقاً متعددة ومتنوعة من الهندسة الاجتماعية social engineering، وأغلبها يستغل الرغبة الفطرية لدى الناس، في مد يد العون للآخرين، خصوصاً إذا لم تترتب على ذلك أية خسارة مادية أو معنوية. فمن يمتنع عن تحذير أصدقائه من نوع جديد وشديد الخطورة من الفيروسات التي يمكن أن تتسبب في تدمير كمبيوترهم؟ أو من الذي سيتردد في مساعدة تلك الطفلة الفقيرة المهددة بالموت بسبب السرطان؟
من الصعب أن تقول لا لهذه الرسائل عندما تحط في بريدك الإلكتروني، وتراها لأول مرة، ولكن بعد مئات من أمثال تلك الرسائل، فإنك ستبادر بحذفها فور وصولها وبدون النظر فيها.
أما الرسائل المتسلسلة chain-letters والتي يتم الخلط بينها وبين شائعات الفيروسات، فهي تماثلها في الهدف، المتمثل في إيصالها لأكبر عدد من الأشخاص، ولكنها تستخدم طريقة مختلفة قليلاً لدفعك على إعادة نشرها، عن طريق الإدعاء بمنحك الحظ أو إعطائك المال إذا قمت بتنفيذ ما تطلبه الرسالة منك. وهي تعزف على وتر الجشع الكامن في نفوس الناس أو على خوفهم من أن يتعثر بهم الحظ.
ظهرت شائعات الإنترنت للمرة الأولى عام 1988 عندما بدأت الشائعة المعروفة باسم "2400 baud modem"، تدور في فضاء الإنترنت، وتأتي وتروح من مشترك لآخر، وكانت الخدعة تنطلي دائماً على المشتركين الجدد. ومن أشهر الشائعات تلك المسماة Good Times Hoax والنسخة المطورة عنها وهي "Wobbler Hoax". قد يكون القصد من تلك الشائعات في بعض الأحيان تشويه سمعة بعض الشركات، والإساءة إليها، ما يتسبب في خسائر مادية ومعنوية لها. كما قد تلجأ بعض الشركات، وهو ما حدث مع شركة Symantec صاحبة برنامج نورتون أنتي ف$وس المشهور في عام 1996، إلى تضخيم إمكانيات برامجها في مكافحة الفيروسات، بإدعاء القدرة على اكتشاف وإزالة فيروسات جديدة قد لا يكون لها أي وجود في الواقع، كما بعد ذلك فعلاً.